
بما أنّ علم النفس الاجتماعيّ يدرس سلوك الأفراد والجماعات، فإن كل من يتعامل ويتواصل مع الفئات المجتمعيّة المختلفة هو بحاجة لهذا العلم؛ لفهم وإرشاد الأفراد ودراسة الاستجابات المختلفة داخل الجماعة، فمثلاً يحتاج المعلم في صفّه لتحليل شخصيات الطلبة وترابطهم وفهم لعلاقات فيما بينهم، والاستراتيجيات التي تلائم أنماطم وآليات اقناعهم بفكرة معينة، بالإضافة إلى التشاركيّة فيما بينهم والتعاون والتنافس والسلوكيات المبنيّة على وجودهم ضمن المجموعة، كما يحتاجه الأخصائيّون الاجتماعيّون لفهم فلسفة المجتمع، وأسرار تركيبته، ونسبيّة ظهور الظواهر وغيابها، وربطها بالسلوكات المجتمعيّة، كما أنّ الفرد في حياته اليومية الخاصة يحتاج لعلم النفس الاجتماعي ليتمكن من تفسير سلوكه الذاتيّ، وسلوك من حوله بشكل سليم، وفهم التفاعل والتناغم الذي يدور بين الفرد وبين الآخرين، وبالتالي فهم الكينونة الاجتماعيّة والثقافيّة التي تُحدّد بدورها الأنماط السلوكيّة المتوقعة في المواقف الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى أنّ هذا العلم يمنح الفرد القدرة على التفريق بين الناس، وإمكانيّة تقبل فئة معيّنة والابتعاد عن فئة أخرى.[٤]
وضع الأفراد في قوالب اجتماعية: يهتم علماء النفس الاجتماعي بفهم أسباب نشوء هذا النوع من التصنيفات للأفراد ضمن نطاق جماعة معينة، والتأثيرات التي تعود بها على نفسية وسلوك أولئك الأفراد.
يُعتبر ما يُسمى بتأثير المتفرج مثالاً لظاهرة اجتماعية في مجال موضوع السلوك الاجتماعي الإيجابي. ما الذي يجعل البعض لا يحركون ساكنًا وهم يشاهدون شخصًا ما يتعرض للأذى؟ أدّى البحث في ظاهرة تأثير المتفرج إلى جمع الكثير من المعلومات حول السلوك الاجتماعي الإيجابي وكيف ولماذا يختار الناس - أو يرفضون أحيانًا - مساعدة الآخرين.
اقرأ أيضًا: مهارات اتخاذ القرار: كيف تصنع مستقبلك من خلال قراراتك؟
توماس هوبز: وهو واحد من أهم فلاسفة الغرب الذين شرحوا طبيعة الفرد وعلاقته مع الآخرين، وبين أن كل الأفراد متساوون في الطبيعة، وأنهم ليس لديهم رغبة في التجمع بهدف المساعدة المشتركة، بل هم في سعي مستمر لتدمير بعضهم البعض.
قضايا نفسية بكالوريس الآداب تخصص علم نفس في جامعة عجمان مع د.رشا عبد الله شاهد الان
الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي كما قال بن خلدون، ونظراً لطبيعة الإنسان الاجتماعية فإن الحياة الاجتماعية تقوم على التفاعلات بين الأفراد، سواء كانت التفاعلات في البيئة أو في الأسرة أو بين الأصدقاءوغيرها.
معرفة فوائد الانتظام على ممارسة النشاط البدني وأهميته للصحة
يُعتبر علم النفس الاجتماعي علمًا مثيرًا ومهمًا لأنه يعالج قضايا مألوفة جدًا وذات صلة بحياتنا اليومية. من المعروف علميًا وعمليًا أن البشر كائنات اجتماعية تنبذ الوحدة، حيث إننا نهتم كثيرًا بعلاقاتنا الاجتماعية.
يعدّ علماء النفس الاجتماعي خبراء على قدر كبير من العلم والمهارة في فهم طبيعة العلاقات الإنسانية، وتنمية الإدراك تعرّف على المزيد الذاتي، وديناميكية المجموعة، والقيادة، والعديد من مجالات علم النفس الأخرى.
تتمثل أهمية علم النفس الاجتماعي بعددٍ من الأمور، والتي من أبرزها:[٦][٧]
ويحتاج الفرد في حياته اليومية إلى علم النفس الاجتماعي حتى يستطيع أن يفسر ويعرف سلوكه الذاتي، كما يحتاج لمعرفة سلوك أصدقائه وأهله والأشخاص من حوله
يقوم علم النفس الاجتماعى بشمل موضوعات عدة ومن أهمها ما يلي:
القرارات الموحدة للمجموعة: من المعروف أن سلوك الجماعات وقراراتهم يختلف عن سلوك وتصرفات الأفراد، وهنا يأتي علم النفس الاجتماعي بواحدة من أهم مجالات البحث التي يهتم بها وهي ماهية تأثير تواجد الأفراد ضمن مجموعات في طريقة تفكيرهم واندفاعاتهم لاتخاذ القرارات، وبالتالي يندرج تحت ذلك عدة أسئلة، من بعض الأمثلة عنها، كيف يمكن أن يختلف الناس ضمن الجماعات؟ وكيف تعمل المجموعة للتوصل إلى قرار جماعي موحد؟ وكيف تتخذ بعض المجموعات قرارات خاطئة؟ بالإضافة لسؤال عن سبب عدم قدرة بعض الأشخاص على الإنجاز عند تواجدهم ضمن مجموعة حيث يعملون بشكل أفضل بمفردهم، وهناك أسئلة كثيرة غير ذلك.